حوار
مجموعة فتّال: إرث عريق من ثبات الأعمال والشراكات
ركزت مجموعة فتّال منذ تأسيسها في عام 1897 على تحويل التحديات إلى فرص، ما ساهم في ازدهار الشركة في منطقة مليئة بالاضطرابات. كان لنا شرف الحديث مع ماري نويل فتّال التي كانت شاهدة عن قرب على ماضي الشركة وحاضرها من أجل التعرّف على تاريخ مجموعة فتّال الزاخر.
مقابلة مع ماري نويل فتال
ركزت مجموعة فتّال منذ تأسيسها في عام 1897 على تحويل التحديات إلى فرص، ما ساهم في ازدهار الشركة في منطقة مليئة بالنزاعات والاضطرابات. وحافظت المجموعة التي تتخذ من لبنان مقراً لها على القيم التي أرساها مؤسسوها وواصلت أعمالها بجد على مدار أربعة أجيال. وساهم هذا النهج في قيادة الشركة على مدار 120 عاماً واجهت خلالها العديد من التحديات، وأصبحت أحد الموزعين الرائدين للعلامات التجارية الفاخرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كان لنا شرف الحديث مع ماري نويل فتّال التي كانت شاهدة عن قرب على ماضي الشركة وحاضرها من أجل التعرّف على تاريخ مجموعة فتّال واستكشاف تطلعاتها المستقبلية. أخذت ماري نويل فتّال على عاتقها كتابة تاريخ العائلة، إضافةً إلى توليها منصب مدير الاتصالات المؤسسية والرقمية في مجموعة فتّال، من أجل توثيق قصة الشركة على مدار أجيال العائلة وتشاركها مع الأجيال القادمة.
هل يمكن أن تحدثينا بإيجاز عن عملك في الشركة العائلية، وفترة تأسيسها، وأهم المحطات التي مرت بها؟
في عام 1897 أسس خليل فارس فتّال، جد العائلة الأكبر، شركة خليل فتّال وأولاده التجارية في دمشق . وبجانب عمله التجاري، كان يعمل كمترجم لدى القنصلية النمساوية. وعلى خطى والده المتوفى الذي كان يتاجر باللؤلؤ والأقمشة والتمور والتبغ بين دمشق و بغداد وكانت تلك الأعمال التجارية الأساس لنمو الشركة في المستقبل واستمراريتها على المدى الطويل في المنطقة.
كانت أحد المحطات الأساسية في تاريخ الشركة في عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى عندما عاد ولدا خليل، ميشيل وجان إلى دمشق بعد أن أكملا تعليمهما في الأكاديمية التجارية في فيينا. اعتمد ميشيل وجان على خبرتهما الدولية متبعين نهج العولمة الذي كان سائداً بعد الحرب العالمية الأولى ، وبدأ بجمع عقود استيراد وتوزيع حصرية مع شركات أوروبية من خلال مراسلات واسعة مع غرف التجارة الدولية. وبفضل جهودهما، نجحا في تعزيز فرص التجارة خارج سوريا والشرق الأوسط ودخول الأسواق في جميع أنحاء أوروبا.
جاء الإنجاز الكبير الثاني في عام 1926، حيث أسس جان فرعاً لشركة “جان فتال وأولاده” في لبنان ليوسع الشركة العائلية.
وحققت أعمالها نمواً كبيراً لكون بيروت مركزاً تجارياً مهماً في عشرينات القرن الماضي. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها على مدار الأعوام التالية، مثل تأميم فرع الشركة فيسوريا عام 1965، ما أجبر الشركة على إغلاق عملياتها في سوريا والتركيز على لبنان فقط. وبين عامي 1975 و1990، واجهت الشركة المزيد من التحديات للحفاظ على أعمالها نتيجة الحرب الأهلية اللبنانية.
وبعد تجاوز التحديات، شهدت الشركة تحولاً كبيراً في أواخر التسعينات حيث كانت الشركات متعددة الجنسيات تتوسع من خلال الاستحواذ على الشركات الصغيرة، ما ساهم في تعزيز محفظة العلامات التجارية التي توزع شركتنا منتجاتها. وبفضل علاقتنا مع شركة “ديوارز” – على سبيل المثال – تمكنا من الحصول على امتياز لتوزيع منتجات “باكاردي مارتيني” بعد استحواذ شركة “باكاردي” على شركة “ديوارز”. كما تمكنا من توزيع منتجات “كرافت” (المعروفة اليوم لإسم مينديليز) بعد استحواذ الشركة على شركة “كادبوري” التي كنا نوزع منتجاتها، ما ساهم في مواصلة تنمية أعمال شركتنا.
في عام 2000، حدث تغيير مهم في الشركة بفضل رؤية الرئيس التنفيذي بيرنارد فتال الذي أراد أن يتوسع إقليمياً وليعرف كواحد من رواد التوزيع على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أدت هذه الخطوة الاستراتيجية إلى إطلاق عمليات التوزيع في العراق والأردن والإمارات ومصر والجزائر وقبرص وفرنسا.
سجلات مجموعة فتال عبر السنين
المصدر: مجموعة فتال
ما هي الفرص التي حاول ميشيل وجان اغتنامها أثناء سعيهما إلى عقد شراكات مع شركاء أوروبيين؟
استكشف ميشيل وجان الفرص التجارية في مختلف المجالات مثل المنتجات الغذائية والأجهزة والأقمشة والأدوية والعطور، وعقدوا في بداية عملهم صفقة مميزة لاستيراد قبعات على شكل “الطربوش” من شركة في تشيكوسلوفاكيا لتوزيعها في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وكان هدفهم الرئيسي إقامة علاقات قوية مع الشركات أوروبية معروفة حيث تعاونوا مع شركات دولية كبرى بما فيها “يونيليفر” – التي كانت تُعرف باسم “ليفر براذرز” في ذلك الوقت – ما ساهم في وضع أسس متينة لازدهار المجموعة على المدى الطويل.
وقد استغرقت مجموعتنا حوالي 40 عاماً قبل أن توقع شراكاتها التجارية الاستراتيجية مع شركات غربية عريقة. واستمرت الشراكة مع شركة “يونيليفر” لمدة 90 عاماً تقريباً، ما يؤكد على الثقة والنزاهة والقيم المشتركة التي تُعتبر من المقومات الأساسية للحفاظ على الشراكات التجارية مثمرة على المدى الطويل. كما تشمل قائمة شركاء مجموعة فتّال في بداياتها شركة “نوفارتيس” للأدوية التي تأسست في عام 1935، و”ديوارز” و”كادبوري” و”جونسون أند جونسون” – التي استمرت على مدار 75 عاماً. وأدى تعاوننا مع هذه الشركات إلى تعزيز قاعدة عملائنا، ما ساهم بدوره في نمو أعمال مجموعة فتّال. وتشمل قائمة شركائنا في الوقت الحالي شركات “باير” (88 عاماً) و”بروكتر أند غامبل” (86 عاماً) و”مونديليز” (77 عاماً) و”فايزر” (76 عاماً) و”ريكيت بينكايزر” (63 عاماً) و”إليزابيث آردن” (57 عاماً) و”كلارينس” (51 عاماً) و”إف إتش بي فليدا” (47 عاماً) و”كوتي” (60 عاماً).
ما الذي دفعكِ لكتابة تاريخ العائلة؟
أردت الحفاظ على تاريخ عائلتنا وأعمالها، لا سيما وأن جدي كان فخوراً بمرور خمسين عاماً على تأسيس الشركة، واعتبر ذلك دليلاً على مستوى الاحترافية والثقة التي اشتهرت بها مجموعة فتّال.
وقد ألهمني كتاب “Chronicles” الذي ألّفه عمي عن تاريخ الشركة لمواصلة عمله وتولي مهمة كتابة تاريخ العائلة.
ويظهر ارتباط شركتنا العائلية بتاريخها بوضوح في غرفة التراث في الشركة، حيث نستضيف فيها العملاء والزوار للتعرّف على بدايات الشركة ومراحل تطورها. كما نمتلك نشرات إخبارية وكتب وشهادات مكتوبة بخط اليد وأرشيفاً للصور الفوتوغرافية والأفلام التي توثق أعمال الشركة خلال الفترات الصعبة التي تمكنت من تجاوزها، كما أن إحياء تاريخ الشركة سمة مميزة لمجموعة فتّال.
كيف تؤثر الأجيال السابقة والشراكات طويلة المدى على نهج مجموعة فتّال مع العملاء؟
يركز العرض التقديمي للشركة الذي نقدمه للشركاء والعملاء المحتملين على مؤسسي الشركة وتاريخها وقيمها. وندرك ضرورة تحقيق التوازن بين إرثنا العريق واتباع نهج مبتكر للمستقبل.
ساهمت الجهود الكبيرة التي بذلتها الأجيال السابقة في تقدم الشركة، وما زال المستهلكون اللبنانيون يفضلون منتجات فتّال بفضل المكانة الكبيرة للشركة التي وُضعت أسسها قبل عقود، ولذلك فإن الحفاظ على إرثنا أمر مهم جداً. وأعتقد أن أساس الإنجازات التي تحققت يمكن في إخلاصنا في العمل لدعم منتجات شركائنا وكأنها منتجاتنا، حيث نحافظ على علاقات وثيقة مع شركائنا حتى أنه تم العثور على صور عائلية في أرشيف شركائنا مثل “يونيليفر” و”كادبوري” على مدار السنين، ما يؤكد الروابط القوية التي أقمناها مع الشركاء. وساهم النهج الديناميكي الذي اتبعناه مع شركائنا ومنتجاتهم في نمو الشركة وازدهارها، ما يُظهر دور التاريخ المشترك في دمج إرث الشركات العائلية مع تاريخ الشركات الأخرى.
شعار الذكرى المائة والعشرون
شعار الذكرى المئوية
المصدر: مجموعة فتال
شعار الذكرى الخمسين
كيف تنقل مجموعة فتّال إرثها إلى الأجيال القادمة؟
لم يكن لدينا نهج محدد لنقل تاريخ شركتنا العائلية عبر الأجيال، ولكننا وضعنا إجراءات رسمية لتعريف الجيل الخامس بقصة الشركة المليئة بالتحديات التي نفخر بأننا تغلبنا عليها والإنجازات الكبيرة التي حققناها.
بالنسبة لشركة تدير أعمالها منذ فترة طويلة مثل شركتنا، قد نواجه صعوبات في نقل أو تحديد ما يُعبر عنا كشركة بشكل ملائم. ولكن، أدركنا أن الحفاظ على تاريخنا ومشاركته يعد من أهم الوسائل المتبعة لإيصال وتوضيح دوافع، قيم وشغف مجموعة فتال لجميع أعضائها.
تاريخ النشر: 18-ديسمبر-2024
ضيف
ماري نويل فتال، مديرة الاتصال المؤسسي والشؤون الرقمية في مجموعة فتال.
تتولى ماري نويل فتال الاتصال المؤسسي وتشغل منصب إدارة الشؤون الرقمية في مجموعة فتال، حيث تدير استراتيجية التواصل لأصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، وتدعم أهداف الشركة الاستراتيجية والمسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR). اهتمام ماري بالتاريخ والأرشفة، وحصولها على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة نانتير في فرنسا، دفعها ومكنها من أن تصبح “المؤرخة” لتاريخ شركتها العائلية.