
حوار
العمل في الشركات العائلية
يوفر العمل في شركة عائلية أو مع أفراد العائلة فرصة مميزة للشباب في بداية حياتهم المهنية. في هذا الحوار، تقدم سناء الجبيلي، مريم الملا، ومي القناوي رؤى وأفكاراً مهمة حول ما يمكن توقعه عند البدء في مسيرة مهنية في شركة عائلية.
مقابلة مع سناء الجبيلي، مريم سعيد الملا، ومي القناوي
يوفر العمل في شركة عائلية أو مع أفراد العائلة فرصة مميزة للشباب في بداية حياتهم المهنية، حيث يمكّنهم ذلك من إدراك أهمية الأمان الوظيفي والتعليم والنمو في الشركات التي تديرها العائلة، إلى جانب فهم التحديات التي يمكن أن تواجههم عندما يتولون منصباً في الشركة العائلية أو أي شركة تابعة لها.
تتمتع سناء الجبيلي، مدير الموارد البشرية في مجموعة الجبيلي أخوان بخبرة تمتد على مدار أكثر من 17 عاماً، حيث بدأت حياتها المهنية بالعمل مع المنظمات غير الربحية بدءاً من المستوى المحلي وصولاً إلى الأمم المتحدة. وتتولى سناء منصب عضو في مجلس الإدارة، إضافةً إلى مسؤولياتها التنفيذية في الشركة العائلية. تشغل مريم سعيد الملا منصب عضو لجنة الإدارة والاستثمار في شركة الملا كابيتال التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها. عملت مريم في مجموعة بوسطن الاستشارية قبل انضمامها إلى الشركة العائلية، حيث اكتسبت خبرة كبيرة في مختلف القطاعات بما فيها الخدمات المصرفية والقطاع الحكومي والطيران.
قدمت سناء الجبيلي ومريم سعيد الملا رؤى وأفكاراً مهمة عن العمل في الشركات العائلية وسبل اغتنام الفرص المتاحة في محادثتهما مع مي القناوي، الخبير الاستراتيجي في الاتصالات والتي تعمل في شركة عائلية مصرية عريقة، وعملت في عدة شركات عائلية كبيرة خلال حياتها المهنية.
مي: ما هي المؤهلات الرئيسية التي تركز عليها الشركات العائلية عند التوظيف؟
سناء: تركز الشركات العائلية في مقابلة العمل على مؤهلات أساسية، مثل مهارات الاتصال والخبرة في مجال العمل والرغبة في التعلم والمساهمة في الارتقاء بمكانة الشركة من خلال التدريب الداخلي والمبادرات الجامعية. ويحظى الأشخاص الذين يثبتون قدرتهم على تحمل المسؤولية وتنفيذ المهام باحترام كبير في الشركات العائلية أياً كان حجم أعمالها. كما تركز الشركات العائلية على المهارات الاجتماعية مثل قدرة الموظف على تحديد الوقت الملائم للمبادرة أو طلب المساعدة أو الاستماع للإرشادات.
أنصح الأشخاص الذين يرغبون بتولي منصب في شركة عائلية بتحديد خياراتهم فيما إذا كانوا يرغبون في العمل في شركة عائلية كبيرة متعددة الجنسيات أو شركة صغيرة أو متوسطة ما زال مؤسسوها يديرونها. يجب فهم الاختلافات بين أنواع الشركات العائلية، وغالباً ما تكون بيئة العمل في الشركات التي تضم مسؤولين من المؤسسين وأبناء العائلة أقل رسمية مع عدد أقل من العمليات والإجراءات والتمييز في المسؤوليات، ما يوفر الفرصة للموظفين للترقي في مناصبهم مقارنة بالعديد من الشركات العائلية الصغيرة والمتوسطة التي ما زالت تعمل ضمن إطار محدد من العمليات والإجراءات. كما أن الغموض وعدم اليقين الذي يحدث أحياناً في هذه الأنواع من الشركات قد يفرض تحديات على الموظفين، ولكن هذه الشركات توفر للموظفين فرصاً كبيرة للمساهمة في ازدهار الشركة والارتقاء في المناصب.
مي: ما هي العوامل التي تؤثر على قرارات أفراد العائلة عند التفكير في الانضمام إلى الشركة العائلية؟
مريم: أجريت مقابلات مع العديد من الأشخاص في عدة شركات عائلية في المنطقة قبل اتخاذ قراري النهائي لكي أفهم كيف يتخذون قراراتهم للعمل في الشركات العائلية. وطرحت ثلاثة أسئلة محددة: ما مدى استعداد أبناء العائلة للانضمام إلى الشركة العائلية؟ ما هي العوامل التي ساهمت في اتخاذ قرارهم؟ هل يختلف الأمر بين الرجال والنساء؟
وجدت أن أفراد العائلة الذين أجريت مقابلات معهم كانوا مستعدين للمساهمة في الشركة العائلية، سواء كواجب أو لرغبتهم في ذلك.
وتنوعت العوامل التي أثرت على قراراتهم بين استكشاف الشركة العائلية وآراء أفراد العائلة وصولاً إلى الاعتبارات الشخصية مثل الانضباط الذاتي والالتزام بقوانين العائلة وتحمّل المسؤولية والطموح في مواصلة أعمال الشركة.
وكان الاكتشاف المفاجئ بالنسبة لي هو اختلاف القرارات بين الجنسين، ولكني لاحظت أن العامل المؤثر الأساسي هو اختلاف نظرة الآباء بشأن المجال الذي يجب أن يتخصص فيه أبناؤهم والشركة التي يجب أن ينضموا إليها وفقاً لجنسهم. وأظهرت النتائج أن معظم الذين أجريت معهم مقابلات يمتلكون نظرة إيجابية إلى الشركات العائلية، ما أعطاني أفكاراً عن التحديات التي تواجهها هذه الشركات وسلّط الضوء على كفاءة السياسات التي تتبعها.
مي: كيف يمكن للخريجين النجاح في وظيفتهم بعد انضمامهم إلى الشركة التي تديرها عائلتهم أو إلى شركة عائلية أُخرى؟
سناء: إذا كان الشخص يتطلع إلى العمل في شركة عائلية لا يملكها، أنصح بالبحث عن وظيفة في شركة تمتلك أنظمة حوكمة متماسكة وبيئة عمل تساعد على الازدهار وتوفر الراحة والأمان الوظيفي. غالباً ما توفر الشركات التي تمتلك أنظمة إدارية جيدة والتي تركز على الموظفين فرصاً أكبر للنمو. كما أنه من الضروري أن يبقوا مرنين، وأن يبحثوا عن فرص عمل قد تتجاوز نطاق وتفاصيل مهنهم، لتحقيق التقدم. ويمكنهم في هذه المرحلة الاعتماد على آراء الأشخاص الذين يثقون فيهم لتعزيز مسيرتهم المهنية في الشركة العائلية.
يتطلب العمل في شركة عائلية إدراك آليات العمل داخل الشركة، أي عندما ينضم أحد أبناء العائلة إلى شركة تملكها عائلته يجب عليه أن ينجز مسؤولياته في مكان العمل وألا يحاول الاعتماد على مكانته كواحد من أفراد العائلة.
أما الموظفون الذين لا ينتمون إلى العائلة، فيجب عليهم إدراك طبيعة العلاقات بين أفراد العائلة، والتزام الحياد في ما يتعلق بسياسات الشركة.
مريم: أنصح أفراد العائلة باكتساب الخبرة خارج الشركة العائلية قبل الانضمام إليها، حيث يسهم ذلك في تعزيز ثقتهم وتنمية مهارات الاتصال لديهم وتحسين كفاءتهم قبل الانضمام إلى الشركة التي تديرها عائلتهم. كما سيحظون باحترام أفراد العائلة وتقديرهم للجهود التي بذلوها خارج الشركة والتدريب الذي تلقوه هناك.
وأعتبر أن وضع الحدود أمر مهم عند العمل في شركة عائلية، وذلك بالفصل بين علاقات العمل والعلاقات الشخصية من أجل الحفاظ على التوازن والاستمرارية في الوظيفة. ولا يعني هذا تجنب المواجهة مع أفراد العائلة أو فريق العمل، إذ أن الخلافات شائعة في الشركات العائلية نتيجة نموذج تشغيلها المختلف، ولكن يجب تعلم المهارات اللازمة لحل النزاعات داخل الشركة والعائلة بكفاءة.
مي: ما هي الفرص التي تقدمها الشركات العائلية والتي قد تختلف عن الفرص التي تقدمها بقية الشركات؟
مريم: توفر بيئة العمل المميزة في الشركات العائلية فرص التعلّم وتعزيز الخبرات إضافةً إلى إمكانية تحقيق الأمان الوظيفي. وغالباً ما يمكن للموظفين في الشركات العائلية الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى رؤساء الأقسام بشكل مباشر حيث يتلقون منهم التدريب والإرشاد أثناء تنفيذ عمليات الشركة. كما يمكن للموظفين الذين يرغبون في خوض تجارب جديدة وتنمية مهاراتهم وخبراتهم الاعتماد على الشركات العائلية بشكل كبير.
سناء: يجب على الموظفين البحث عن التحديات ومواجهتها سواء كانوا يعملون في شركة عائلية أو غير عائلية. وبعد تولي منصباً ما لعدة سنوات، يجب عليهم تطوير قدراتهم والعمل على الارتقاء في الوظيفة من أجل التقدم في الحياة المهنية ولكي لا تتوقف طموحاتهم. وغالباً ما توفر الشركات العائلية فرصاً لتنمية المهارات وتعزيزها من خلال العمل في مجالات مختلفة.
تاريخ النشر: xx-xx-xx

ضيف
سناء الجبيلي، مديرة الموارد البشرية وعضو مجلس إدارة في مجموعة الجبيلي أخوان.
تشغل سناء الجبيلي منصب مديرة الموارد البشرية في مجموعة الجبيلي أخوان، وتركز دائماً على تحقيق النجاح عبر تمكين الآخرين. لدى سناء خبرة تمتد لأكثر من 17 عاماً، وبدأت مسيرتها المهنية بالعمل مع المنظمات غير الربحية بدءاً من المستوى المحلي وصولاً إلى الأمم المتحدة. كما تتولى منصب عضو في مجلس الإدارة، إضافةً إلى مسؤولياتها التنفيذية في الشركة العائلية. يحمل سناء شهادة البكالوريوس في دراسات الاتصال من جامعة ولاية كاليفورنيا وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جنيف.

مي القناوي، إستراتيجية اتصالات، ومؤسسة شركة ترو نورث كونسلتنج.
مي هي عضو من الجيل الرابع في شركة عائلية، وقد عملت في الشركات العائلية لمعظم مسيرتها المهنية. عملت مي على دمج خبرتها الفنية في الاتصالات الاستراتيجية وقيادة أصحاب المصلحة المتعددين، مع فهمها لطبيعة ديناميكيات العمل في المشاريع العائلية لتقديم ثقافة متينة في الحوار والمشاركة والأداء. بفضل إلمامها بالاختلافات المعقدة حول الأعمال العالمية والجهات الحكومية والرأي العام، تمكنت شركتها ترو نورث كونسلتنج من تقديم الاستشارات لكبار قادة الأعمال عند مواجهتهم لأنظمة معقدة في مسيرتهم المهنية.

مريم سعيد الملا، عضو في مجلس الإدارة وعضو في لجنة الاستثمار في الملا كابيتال.
تشغل مريم سعيد الملا منصب عضو في مجلس الإدارة وعضو في لجنة الاستثمار في شركة الملا كابيتال. كما تشغل منصب عضو في مجلس الإدارة في شركة كاوكاو للتصنيع (مرزام). عملت مريم في مجموعة بوسطن الاستشارية قبل انضمامها إلى الشركة العائلية، وهناك اكتسبت خبرة كبيرة في مختلف القطاعات بما فيها الخدمات المصرفية والقطاع الحكومي والطيران. تخرجت من جامعة نيويورك أبوظبي في عام 2020 بشهادة البكالوريوس في الاقتصاد مع تخصص فرعي في المالية.